وقفت وراء الحوض ترفل بأرديتها المتألقة ، كانت تشطف الأطباق والملاعق ، مخفية هيأتها المأساوية وراء حاجز هش من المعنويات ، شاردة الطرف تحلق في تخوم الأفق المتعالية ، تحاول نسيان عوالق الدهن الزلق بين أصابعها الطرية . في زاوية المطبخ - ليس بعيدا عن متناول يدها- يبث المذياع أنباء الهزائم والاجتياحات وأخبار الحملة ضد " الإرهاب الدولي " .
شقت النافذة لتبديد الحر الخانق الذي يكتم أنفاسها ، أطلت على شوارع الخليل المحاصرة فرأت خيبتها ومرارتها في الشوارع المقفرة المطوقة بالقاذفات ، الشوارع خالية إلا من القطط تجوس في خرائبها ، فجأة سكت البث ، وسمع في البيت صدى حطام مألوف ، بينما كان صوت الأم يأتي من زاوية بعيدة عبر ضوء المغيب البرتقالي ؛ متسائلا : " متى تبرئين من هذه العادة الذميمة ، لقد حطمت حتى الآن ستة مذياعات ؟
مشهور البطران
artist
شقت النافذة لتبديد الحر الخانق الذي يكتم أنفاسها ، أطلت على شوارع الخليل المحاصرة فرأت خيبتها ومرارتها في الشوارع المقفرة المطوقة بالقاذفات ، الشوارع خالية إلا من القطط تجوس في خرائبها ، فجأة سكت البث ، وسمع في البيت صدى حطام مألوف ، بينما كان صوت الأم يأتي من زاوية بعيدة عبر ضوء المغيب البرتقالي ؛ متسائلا : " متى تبرئين من هذه العادة الذميمة ، لقد حطمت حتى الآن ستة مذياعات ؟
مشهور البطران
artist